أنا لاجئ
سرقوا رغيف الخلد من بلدي
وأهدوني طواحين العدم
أنا لاجئ
من ظلم إخواني
إلى جمر العجم
أنا لاجئ
وشراع رحلات الألم
فليكتب التاريخ إسمي
تحت صفحات البشر
النار من خلفي
وفي وجهي السفر
واللا مكان مظلتي
واليأس من فوقي مطر
أنا لاجئ
والأرض ترفع كفها
ترجو فناءاتي
ويعصيها القدر
أنا لاجئ ياشام
والأقصى يبلغك السلام
أنالاجئ ياشام يابغداد
ياأرض الإمام
أنا لاجئ وحملت أوتادي معي
وجذور مَن حولي غبار
أنا لاجئ وسحاب آمالي
ترتل غيمة للإنتظار
والبحر أرسل جوعه
ليضم أبنائي الصغار
والريح تكشف عن نوايانا الدثار
ولحافنا ذاك السؤال
هل ينجب الليل العقيم لنا النهار؟
أنا لاجئ
يصفر عشب الصبر
في ساحات نفسي
تحت أقدام الوجود
وحملت موتي معطفاً
يحميني من لؤم الحدود
تشرين فارقت السنابل قمحها
واستوطنت في الزرع دود
شنقوا غصون الياسمين
وصادروا عرش الورود
من بعد حلم الزيزفون
اليوم منفايا الرصيف
وتساقطت الواننا
وربيعنا أمسى خريف
وأكلت من طبق المآسي لعنة
وشربة من نهر الذنوب
وركبت خيل الخوف
خوفاً أن أتوب
تشرين مات الحلم في بلدي
بموت الحالمين
واستحضروا الشيطان
أسموه ملاك الخائفين
فغدت بلادي بعد عز
مقصفاً للاجئين
""محمد حسن القعود""
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق