الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

((( داءُ الغرامْ )))) بقلم يحيى يسين


داءُ الغرامْ
قدْ كُنْتَ مُذْ أعْرَضْتُ كِلْفاً أُدْنِفا
تَشْكو الصبابةَ و الوَجِيْبَ المُتْلِفَا
يا قَلْبُ قَدْ جَافَى الذيْ تَأسَى لَهُ
أفَمَا اكْتَفَيْتَ تَوَدُّدَاً لِمَنِ اكْتَفَى؟
أسْرَفْتَ في حُبٍّ و كُنتَ مُجَاوِزَاً
حَدَّ الهُيامِ و خَابَ مَنْ قَدْ أسْرَفَا
يدْعوكَ ثُمَّ يَكونُ عَنْكَ مُنَائياً
فَإذا نَأيْتُ غَدُوتَ صَبَّاً مُضْعَفَا
يَمَّمْتُ خُبَّاً كَيْ أكُونَ مُقَاطِعاً
وُدّيْ فَصُغْتَ على وِدَادِكَ مَعْكَفا!
و غَلَوْتَ في شَوقٍ و كُنْتُ مُخَاتِلاً
شوقيْ فأُظْهِرَ ليْ بِدَمْعٍ كُفْكِفَا
كَمَدِيْ عَلى نَفْسِيْ و مَا جَلبَ الهَوى
مِنْ أدْمُعٍ تَجْرِيْ و قَلْبٍ عُنِّفَا
تَصْحُو فَتَأْتِيْ سَكْرَةٌ تُنْجِيْكَ مِنْ
إلفٍ ظلومٍ ما أجَارَ لينْصَفَا
فالظُّلمُ جَمُّ تَعَسُّفٍ مِنْ عَابِثٍ
والظُّلمُ إظهَارُ القَطِيعةِ و الجَفَا
يا قَلْبُ ذا داءٌ أصابكَ و استوى
فاهْجَعْ فقد أزِفَ الرَّحِيْلُ و أشْرَفَا
دَاءُ الغَرَامِ إذَا أُحَلَّ بِخافقٍ
حَلَّتْ عَليْهِ مَصَائِبٌ لا تُشْتفى
فَبِدأبهِ و بكَدِّهِ و بِوَجْسهِ
طِيْبُ الحياةِ ألا تكَدَّرَ و انْتَفى
زِدْ في تَعَاسَتِنَا و زِدْنِيْ حَسْرَةً
فَأنَا المُلامُ عَلى مَلُوْمٍ أخْلفَا
فلعَلَّ مَنْ لقيَ التعاسةَ عازِمٌ
سُلوانَ مَنْ يُهْوَى و ضِمْنٍ أُرجِفَا
بتَوَسُّدِ اللَّحْدِ الذي يَفْنَى بِهِ
و بِخَالِي الرُّدْنِ الذي قدْ ألْحَفَا
يحيى يسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق