السبت، 28 نوفمبر 2015

*** القلادة*** بقلم الشاعر مصطفي العويني غزة فلسطين

شاعر العصر

***** القلادة*****
خرج من باب بيته القديم والمقابل لبيت عمه اكرم مباشرة إنه اليوم الأول الذي 
يخرج فيه صباحا منذ عشرة اعوام لاحظ الأسفلت وآثار المعرش الذي
 استقبله 
لدي خروجه من السجن دلف ينوي الذهاب إلى أرضه
فهو يشتاق لها أستدرك لدى سماعه صوت فاطمة ابنة عمه:. أحمد!
الأفطار جاهز ..لا (ما إلي نفس) 
نظر إليها لاحظ أن كلاما ستقوله له
لا ما بنفع لا تدخن دون أن تتناول إفطارك ..ألا يكفي ما فعله السجن بصحتك؟
لا ..لا تقلقي يا فاطمة
ستفطر قالتها بصوت طفولي أنثوي ووضعت يدها على فمها تستدرك صيغة 
الأمر في كلامها ..قال مبتسما: حاضر
دخل يتناول افطاره وقبل ان ينهيه أتته فاطمة بعدة اشياء ..كتبه القديمة
 وميدالية ..وحزمة نقود..صعق لما راى الميداليه خطفها من يد فاطمة 
مستغربا:كيف ومن اين حصلت عليها؟
وجدتها في بيتك يوم ألقوا القبض عليك واردفت بصوت شبه باك:
كل أشياؤك موجودة بهذه الصرة ومدت النقود مرة اخرى فقام من جلسته
يتجه 
نحو ارضه غير آبه بيد فاطمة والدموع تملأ عينيها
الشاي اقصد ألا تريد شايا
ابتسم قائلا: أحضريه هناك
عند زيتونتك؟
ابتسم مومئا وانطلق إلى أرضه تعصفه فاطمة بطيبتها وافكارها وحزنها
وطأت قدماه ارضه تلمس كل شيء فيها يتفقد شجرة اللوز كبرت
واشجار الزيتون اصبحت كبيرة هتف لنفسه: ياه لقد مر كل شيء بسرعة كأنه
 الأمس مسح دمعات سالت على خدوده ثم اردف كل شيء تغير ..كل شيء 
كبر 
الآشجار وأنا والأغرب كبرت فاطمة واصبحت تعرف أن تكتم السر تحسس 
الميداليه الموصل بها قلاده
إنها قلادة امه هتف:رباه كنت اتمنى ان تموت وانا عندها ..أن افرحها 
أن تحمل احدا من أبنائي ..ابتسم ثم هتف:معك حق يا امي
واستذكر كلامها قبل عشرة اعوام:..أحمد أنا اريد فاطمة كنة وابنة 
هل تفهم؟
أمي !ماذا تقولين؟انها بالكاد تبلغ الثنى عشر عاما
وأنت؟
تكبرها بسبع سنوات فقط
مازال مبكرا يا امي
مبكرا قل انك لاتريدني ان أكون سعيدا بكنة هادئه..آه هتف ولا يزال يمسح 
دموعه :رحمك الله يا امي
الشاي
قاطعه صوت فاطمه ولا يزال الدمع في عيونها فتردف مبتسمه:..
كبرت زيتونتنا..ثم استدركت:..اقصد زيتونتك
ابتسم قائلا:.لا يافاطمة زيتونتنا
فقالت مبتسمه من بين دموعها:..لم لا تأخذ النقود؟
ابتسم قائلا :أنا أريد صاحبة النقود
ماذا؟
أجل الليلة ساتحدث مع عمي اكرم واخطبك ومد لها يده يناولها القلادة مردفا:. 
وستبقى هذه معك للابد
خطفت فاطمة القلادة وركضت إلى البيت وكان واضحا سعادتها
بينما جلس احمد تحت زيتونته مردفا :
لاتقلقي يا اماه فاطمة هي كنتك وابنتك ومعك حق في كل شي
رحمك الله وجعل مثواكي الجنة.......
انتهت
بقلمي 
مصطفي العويني 
غزة فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق