قصيدة(شىءٌ من سرابٍ)
أكانَ ما بيننا شىءٌ من سَرابٍ
عَاشَ سنيناً بيننا وهمُ وويلاتُ عَذابٍ
وظَلت قُلوبُنا تَسكُنُهُ فَتَوارىَ في السحابِ
وعاشَ أسيراً يحتوينا كَخيطٍ من ضباب
أكان مابيننا شىءٌ من سرابٍ
كُنتُ أفرحُ حينما يأتي المساء
والأرائكُ تتزينُ تتحركُ تُداعبُ الهواءَ
وشُعورى يتطايرُ يَتَعطرُ يُحلقُ في السماء
كُلُ شىءٍ حولي يضحكُ يَتمايلُ بالغناءِ
عندما تأتي إلينا كُلُّ ما شِئتَ نشاءُ
بالأمسِ كانَ كُلُ هذا واليوم صار هباءً
وإلىَّ عُدتَّ تَحملُ الأنينَ بينَ كَفيكَ ليالٍ
ودُموعُ العاشقين ليتَ ما عُدتَّ حبيبي
في ركابِ العائدين جئتَ تَشكو من غَرامٍ
أرقَ الجفنَ سنين وتَساءلتَ كيف تملكُ
من تُحبُ وكيف يَهديكَ اليقين
وضَحكتُ والدموعُ فوقَ خَدي تَسيلُ
جئتَ تَشكو إلىَّ مني وفُؤادُكَ العليلِ
أم قَلبُ أخرىَ دَمرتكَ والدَربُ بينكُما طويلٌ
أصبحَ الماضي دُخانٌ صَارَ مخلوقاً هزيل
اذهب إليها وبينَ كَفيها تَعبَّد كٌن ذليل
واختلقْ مليونَ عُذرٍ وتَأسفْ على الرحيلِ
علَّها تَصفحُ عنكَ وقَلبُها يميل
أما أنا أسافرُ أبحرُ في عُيونٍ لا تَقتلُ
الأحبابَ لا تَعرفُ الخيانةَ اليوم أشهدُ
أنكَ من غَرستَ في الأرضِ العذابَ
وكَلُّ ما كانَ بيننا شىءٌ من سرابٍ
بقلم الشاعرة : رضا عبد الوهاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق