السبت، 14 نوفمبر 2015

رثاء لأحلام مؤجلة بقلم ‫عامرالساعدي‬..العراق

رثاء لأحلام مؤجلة
:::::::::::::::::::::
نمتُ في وسادةِ الكسوف
بغرفةِ الاختناق
الشُباك يشهق
والستارة معلقه بفمهِ
الذئب ينامُ في جيب القمر
والعسس يحرسون 
بياض شعري
رأيتهُ يضحك
في بلعومهِ 
سعال كأنهُ بقايا معامل الاسفلت
فمتى يبصقُ
مرت الفصول وأنا لم ابذر الحقل
مذ رزعت شجر الصفصاف
ينفض أوراقه 
كأنه صبيةً تستعدُ لكي تُغتصب
وددتُ لو انني أهرب
ليرتاح القدم
لو انني لم أكن
أعرف النوم بعمقِ السرير
كي لا يخدشني الحلم
هكذا حلمت
نساء شقر عراة
على الورق
طبيعةٌ خضراء صماء
ماءٌ يلسع
خبزٌ بلا ملح
لغة لا أفهمها حين أنطق
وصوتٌ اطرش كفيف
والوقت عقارب 
تلدغُ
تخدشُ
بلا حياءٍ
نمتُ نوماً عميق
رأيت الآيائل تطير
والعصافير تركض
رأيتهُ يضحك
رجلٌ جنوبي يزحف
نحو شلالات الحليب
الهادرة من صدر الام
حتى كاد أن يقضمُ الحلمتين 
دون ان يشعر
بشفتين مبللتين بنبعِ الفجيعة
لست بساحرٍ
لامد يدي في جيبي
وأخرج حمامةً وضفدع
لست بعمرٍ يؤهلني
لاركض خلف الغزلان
أنا لست طفلاً غاضب
لاطلب الحليب من نهدين لم تكتمل
ازحف فوق سِرة بطنِ الوجع
كي أفعل اي شي
لأحنط جهلي 
مثل عاشق يُقبل امرأتين في حلم واحد
متهماً دماغي بإثارةِ الفوضى
لكني مجرد دماغ طازج
أوقعني في شبكةِ الوهم
أبحث عن نفسي تحت قبب الالهة
ليرشدني أحدكم
كيف أغزل من الصقيع
كنزة للبردِ
لأصنع مروحةً من ريش القنفذ
تقيني سعير النار العقيمة
من يمنعني عن أمتصاص رائحةِ الحب
لاتبكوا سوف أنفض آخر بقايا 
الدم من جسدي
لاكونَ مبهم الملامح
كلوحةٍ لم ترسم بعد
..................................


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق