زهرة البنفسج
احلام ياقظة
بقلمي : رفاه زايرجونه: ( زهرة البنفسج)
على دكة باب الدار تجلس ساكنة
بعد ان بذلت جهدها في جمع اوراق شجرة التوت..
ورش باحتها بالماء..
بجلوسها كانت تشكل لوحة كنائسية صامتة..
بعد ان وضعت كفها مسندا لرأسها على خدها الايمن
وهي تتأمل بذهول..
بينما راحت خصلات شعرها الكستنائي الهاربة من تحت (فوطتها) تمازح عنقها
الرخامي..
متطايرة بعضها بفعل ريح خفيفة..
يبدوان شيئا يدور في خلدها..
فهي متأهبة بنظراتها كفرس جامح يريد ان يتحرر من قيده..
تريد الصراخ..ربما لذكرى ذاك الذي لفها بحبه
وحنانه وشبابه وارتحل الى عالمه السرمدي قبل عام..
تأففت واستغفرت..
وهي تنهض بثقلها النفسي..
تدخل فناء الدار..تدور حوله بتأمل..
دخلت غرفته تذكرت دفأ السرير النحاسي..
صرخت ببطء و كتمان امامه..
لم يصغ لها الا الجدار الطيني والسقف
القصبي والباب..ترقبت صورته
بروحها الصاخبة التي اخترقت الجدران وحامت حول المقبرة ..
فكانت رائحة الموتى ممزوجة برائحته المسروقة..
فجأة تسمع صراخ وليدها (الكعدة) الذي قطع احلامها الياقظة..
فأرتحلت صوبه وداعبته بعبرة بعد ان عرفت ان عصفورة الدار هجرته ولم تعد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق